الشركة الاستشارية الأردنية: "بيطار مهندسون مستشارون" تفوز بالمركز الأول في جائزة منظمة العواصم والمدن الإسلامية في مجال العمارة عن مشروع إعادة إحياء الوسط التاريخي لمدينة السلط
ضمن فعاليات المؤتمر العام الخامس عشر لمنظمة العواصم والمدن الإسلامية المنعقد في مدينة قونيا في الجمهورية التركية في الفترة ما بين 13 و 15 من شهر أيار الجاري منح معالي أمين عام منظمة العواصم والمدن الإسلامية المهندس عمر عبد الله قاضي رفقة عطوفة الأستاذ أوغور إبراهيم ألتاي رئيس بلدية قونيا المهندس نمر البيطار عن شركة بيطار مهندسون مستشارون المكتب الاستشاري الأردني العريق شهادة الفوز بالمركز الأول في مجال العمارة عن مشروع إعادة إحياء الوسط التاريخي لمدينة السلط وتمنح هذه الجائزة للمشروع الأكثر تميزاً ضمن المشروعات الفنية والخدمات البلدية الأكثر تميزاً وخدمة لرؤى تطوير عمل البلديات والعمل على استدامتها وزيادة الدخل المتأتي منها على المجتمعات المحلية وبلدياتها. وقد تم تسليم الجائزة خلال حفل افتتاح المؤتمر العام الخامس عشر للمنظمة مع عدد من الجوائز الأخرى المعنية بالتأليف في مجالات العلوم الهندسية والبيئية والبلدية التي تعنى بها المنظمة.
ومنظمة العواصم والمدن الإسلامية هي منظمة دولية غير حكومية وغير ربحية تأسست عام 1400 هـ (1980 م) كعضو منتسب في منظمة المؤتمر الإسلامي (OICC) وأعضاؤها هم عواصم الدول الإسلامية ومدنها في جميع أنحاء العالم.
ومن أهداف هذه الجوائز دعم تطلعات المنظمة للعمل من أجل الحفاظ على هوية وتراث العواصم والمدن الإسلامية ودعم التنمية المستدامة فيها. ومن أهدافها أيضا تشجيع البلديات والملاك والمصممين المعماريين والحضريين وخبراء البيئة والمؤلفين والخبراء والمقاولين وأصحاب الحرف التراثية، للسير على نهج الحفاظ على هوية وتراث العواصم والمدن الإسلامية.
والمشروع الفائز هو "مشروع إعادة إحياء الوسط التاريخي لمدينة السلط"وهو احد مشروعات وزارة السياحة والاثار الممول من البنك الدولي والذي تم تنفيذه من قبل شركات محلية عام 2010 وقد كان لهذا المشروع مساهمة واضحة ضمن عوامل أخرى في ادراج السلط ضمن قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو عام 2021.
ويذكر أن أمانة عمان الكبرى تقدمت بملف ترشيح هذا المشروع للجائزة لكونها عضواً في منظمة المدن والعواصم الإسلامية وشاركت بلدية السلط الكبرى في دعم ملف الترشيح من خلال المساهمة في إعداد أدبيات الملف.
اشتمل المشروع على إعادة تأهيل الفضاء الحضري لساحة العين وهي الساحة الرئيسية في مدينة السلط والتي كانت الى عهد قريب غير واضحة المعالم وقد تعدى على فضائها ثلاثة أبنية حكومية حديثة تتناقض بشكل كبير مع الهوية المعمارية والحضرية التراثية للسلط، وتضمن المشروع إعادة تأهيل إنشائي وترميم معماري للمباني المحيطة بالساحة ولاسيما جامع السلط الكبير الذي يعود تاريخ إنشائه الى العصور المتعاقبة العباسية والأيوبية والعثمانية بالإضافة الى مجموعة المجمعات السكنية المحيطة بها وهي مجمع الساكت ومجمع الخطيب ومجمع السكر ومبنى أبو سرهد المتاخم لمبنى ابو جابر الذي تم إعادة تاهيله سابقا بمنحة ياباني وتم تحويله الى متحف الحياة الشعبية للمدينة.
اما مبنى المسجد فقد احتاج الى إعادة تأهيل شامل لكونه قد أعيد بناؤه في الستينيات على أنقاض البناء التاريخي ولكن بشكل ينافي الطراز المعماري الفريد للمدينة ونسيجها المعماري التراثي المميز، وقد نجم عن المشروع زيادة القدرة الاستيعابية لمساحات الصلاة للمسجد بعد إعادة التأهيل بمقدار اكثر من الف متر مربع. وقد قام المشروع بضخ الحياة من جديد في المباني التراثية المقابلة للمسجد والتي كانت الكثير من أجزائها مهجورة ومتهالكة من خلال التدعيم الإنشائي والمحافظة على غلافها المعماري التراثي واقتراح وظائف جديدة تخدم تكاملية المنتج السياحي للمدينة.
اما ساحة العين فكانت تاريخيا المركز التجاري الحيوي للمدينة، ووهي تقع ما بين سفحي جبل القلعة وجبل الجدعة بطول نحو مائة وعشرين متراً وتمتد من أعلى وادي الكراد هبوطاً حتى موقع عين الماء الرئيسية التاريخية امام دارة ابو جابر، وتعد تلك العين تجمعا لطالبي التزود بالماء، حيث كانت مقسمة إلى ثلاثة عيون يتم الدخول لها من خلال ثلاثة أروقة تحت منسوب الارض الطبيعية، حيث كانت مقسمة لثلاثة أقسام: أحدها للرجال والثاني للنساء وثالثها لسقي الدواب. وكانت محاولة إعادة الذاكرة للمكان عبر إعادة تأهيلها رمزياً من خلال استحداث عنصر مياه وشلالات تزين الساحة وتضفي عليها رونقاً وحياةً.
ولايزال المشروع غير مستغل بالشكل الأمثل حتى الآن الأمر الذي يحتاج مزيدا من الاهتمام في نواحي الإدارة والتشغيل لتحقيق الاستدامة على المدى الطويل.
ختاما تجدر الإشارة الى أن هذا المشروع يشكل تجربة ناجحة وعلامة فارقة على مستوى الوطن والعالم العربي والإسلامي مما يحدو بالجهات صاحبة القرار العمل لتعميم مثل هذه التجربة المتميزة التي كرمتها وسلطت الضوء عليها مشكورةً منظمة العواصم والمدن الاسلامية على باقي المراكز الحضرية وأوساط المدن التاريخية العديدة في المملكة الأردنية الهاشمية.
رابط المشروع: https://bitarconsultants.com/projects/heritage-tourism/urban-regeneration-project-urban-core-al-salt